تم التوقيع على الدستور الانتقالي الجديد في عام 2005، إثر ابرام اتفاقية السلام الشامل التي وضعت حداً للحرب الأهلية، بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، وأصبح إقليم جنوب السودان يتمتع بحكم ذاتي أعقبه استفتاء عام في عام 2011 حول البقاء موحداً مع السودان أو الإنفصال. وجاءت نتيجة الاستفتاء لصالح الإنفصال لتتكون دولة الجنوب والتي أصبحت جارة للسودان بعد أن كانت جزء منه.
إقترن ذكر بلاد السودان منذ قرون بعيدة بذلك النطاق الواسع من الأرض الذي يقع مباشرة جنوب مصر. وكان قدماء المصريون يطلقون اسم تانهسو على المنطقة التي تقع جنوب مصر ويعنون بهذا اللفظ بلاد السود، في حين ورد الاسم اثيوبيا في كتاب الإلياذة مرتين، وفي الأوديسا ثلاث مرات للدلالة على المنطقة ذاتها، وهو اسم مركب من لفظين باللغة الإغريقية وهما ايثو (aitho) بمعنى المحروق، وأوبسيس (opsis) أي الوجه وبذلك يصبح اللفظ اثيوبيا Aethiopia ( باللغة الإغريقية Αἰθιοπία) مرادفاً لبلاد الوجوه المحروقة أو البشرة البنيّة أو السوداء اللون.وجاء في موسوعة حضارة العالم إن المؤرخ اليوناني الشهير هوميروس قد ذكر بأن الألهة كانوا يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي، كما ذكر عاصمتها مروي، ووفقاَ لديودورس فإن السودانيين هم من أوائل الخلق علي وجه البسيطة، وأنهم أول من عبد الآلهة وقدم لها الـقرابين، وأنهم من علّم الكتابة للمصريين. وفي العهد المروي كانت العلاقات وُدية بين البطالسة والسودانيين، لاسيما في عهد بطليموس الثاني. كما كانت العلاقـة وثيقة بين كوش واليونان. كذلك ورد اللفظ اثيوبيا في كثير من تراجم الكتاب المقدس (العهد القديم) بالمعنى ذاته وللدلالة على المنطقة جنوب مصر، وتحدثت الترجمة اليونانية للكتاب المقدس (العهد الجديد) عما وصفته بخادم اثيوبي للملكة النوبية الكنداكة، لكن النصوص العبرية في التوراة ذكرت اسم بلاد كوش مرات عديدة (37 مرة) للإشارة ألى بلاد النوبة، جنوب مصر، حيث نقرأ:(من أشور ومن مصر ومن فتروس ومن كوش ومن عيلام وشنعار ومن حماة ومن جزائر البحر (أشعياء 11: 12). وعُرّف كوش بأنه هو ابن حام ابن نوح، وقد أطلق الأباطرة الأحباش على بلادهم اسم اثيوبيا بدلا عن الحبشة تمشياً مع الملك الحبشي إيزانا الذي احتل مروي عاصمة مملكة اثيوبيا -الواقعة في شمال السودان حالياً - والذي أطلق على نفسه ملك ملوك اثيوبيا. وكان قدماء المؤرخين العرب قد ترجموا اللفظ الاغريقي إثيوبيا إلى بلاد السودان ، وتحت اسم السودان جمع قدماء المؤرخين العرب جميع الشعوب القاطنة جنوب الصحراء الكبرى مثل تكرور وغانة وصنهاجة وغيرهم. يقول اليعقوبي في كتابه (تاريخ اليعقوبي)عن ممالك الحبشة والسودان، إن أبناء نوح تفرقوا من أرض بابل وقصدوا المغرب، فجازوا من عبر الفرات إلى مسقط الشمس، وانقسم أولاد كوش بن حام، وهم الحبشة والسودان، عند عبورهم نيل مصر إلى فرقتين، فرقة منهم قصدت البين بين المشرق والمغرب، وهم النوبة، والبجة، والحبشة، والزنج، والأخرى قصدت الغرب، وهم زغاوه، والحسن، والقاقو، والمرويون، ومرندة، والكوكو، وغانه. وواضح إن سودان اليعقوبي يشمل منطقة الساحل في أفريقيا. كذلك يعني مصطلح (بلاد السودان)، بلاد الشجعان. وكان يستخدم بصفة عامة لكل بلاد الزنوج. جاء في مقدمة ابن خلدون بأن كلمة (السودان) كلمة مرادفة للزنوج، وقد أعتمدت الإدارة الاستعمارية البريطانية رسمياَ اسم السودان المصري الإنجليزي في اتفاقية الحكم الثنائي في عام 1899 والتي وقعها اللورد كرومر ممثلاَ لـبريطانيا العظمى وبطرس غالي وزير خارجية مصر آنذاك. وكان الملك فاروق ملك مصر السابق يلقب بملك مصر والسودان. وباستقلال البلاد في أول يناير / كانون الثاني 1956 أصبح اسمها جمهورية السودان (وبالإنجليزية Republic of the Sudan) أضيفت اداة التعريف باللغة الإنجليزية (the) إلى النص الإنجليزي لتمييز الاسم الرسمي للبلاد عن السودان الجغرافي الذي يشمل منطقة الساحل الأفريقي لا سيما وأن تلك المنطقة كانت تعرف ابان حقبة الاستعمار الغربي لأفريقيا بـالسودان الفرنسي، الذي شمل كلاً من تشاد والنيجر ومالي، وكانت هذه الأخيرة تعرف باسم الجمهورية السودانية في عام 1959 ولكنها غيرت اسمها في عام 1960 إلى اسم مالي تيمناً بـ إمبراطورية مالي التي تأسست في القرن الثامن الميلادي واستمرت حتى احتلها المغاربة الموحدين سنة 1078 م. وبعد انفصال جنوب السودان في استفتاء عام أجري في عام 2011 تنفيذا لـ اتفاقية السلام الشامل التي وقعت في بلدة نيفاشا بكينيا بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان عام 2005، حافظ الجنوبيون على اسم السودان واطلقوا على دولتهم الوليدة اسم جمهورية جنوب السودان.
الزراعة في السودان
السودان قطر مترامي الأطراف يمتد بين خطي عرض 3 – 23 شمال وخطي طول 22-39 شرق وتبلغ المساحة حوالي 600 مليون فدان موزعة علي النحو التالي –حسب مايشير تقرير لمجلس الوزراء:-
- الأراضي الصالحة للزراعة حوالي 200 مليون فدان (85 مليون هكتار).
- المراعي الطبيعية والغابات 279 مليون فدان.
- متبقى المساحة عباره عن صحراء ومستنقعات ومياه سطحية.
- اكتسب السودان مناخات متباينة تبعا لتباين كميات الأمطار وتوزيعها وتفاوت الغطاء النباتي وتنوع التربة حيث تم تقسيمه كالآتي:-
المنطقة الصحراوية :-
تقع شمال خط عرض 16 ش تقدربحوالي 29% من المساحة الكلية يندر فيها هطول الامطار وتنحصر الزراعة علي جانبي النيل برفع المياه بالطلمبات ورى الحياض واستخدام محدود للمياه الجوفية. تسود زراعة النخيل ،القمح ، البقوليات ، الخضر ، الفاكهة والتوابل . التوسع المرتقب في الزراعة ينحصر في استخدام الاراضي العالية علي ضفتي النيل والوديان وذلك بتكثيف الزراعة وزيادة الانتاج. علماً بأن هنا يقع الحجر الرملي النوبي حامل المياه الجوفية .
المنطقة شبة الصحراوية :-
تمتد بين خطي 14-16ش وتقدر ب 20% من المساحة الكلية تتفاوت امطارها بين 75و300 ملم يمتد فيها الحجر النوبي ، بها غطاء نباتي شحيح وتتسم بتقلبات الامطار مما يعرضها لموجات من الجفاف والتصحر وتصلح لمرعي القطعان المتحركة وينصح بالحد من زراعة المحاصيل فيها عدا الخيران ومصادر المياة المضمونة .
منطقة السافنا خفيفة الامطار بالاراضي الرملية :-
تقع بين خطي عرض 12-14 درجة ش تتفاوت كمية الامطار فيها بين 300و400 ملم وتغطي حوالي 13% من المساحة الكلية يمتد فيها الحجر النوبي وتسود فيها تربة القوز الرملية تتعرض لموجات من الجفاف والتصحر يتكون الغطاء النباتي من النباتات الرعوية الحولية والمعمرة وبعض اشجار الاكيشيا تسود فيها الزراعة التقليدية المطرية وينصح بالتركيز فيها علي المرعي مع انتاج الصمغ العربي والحد من زراعة المحاصيل خاصة في مناطق الامطار الهامشية .
منطقة السافنا متوسطة الامطار بالاراضي الطينية :-
تمتد بين خطي 10-12 درجة شمال تشمل السهول الطينية الوسطي في مساحة تقدر ب 14%من المساحة الكلية تتفاوت الامطار فيها بين 400-880 ملم تمارس فيها الزراعة المطرية الالية والزراعة التقليدية والانتاج الغابي (الصمغ العربي) وتوجد فيها المشاريع المروية الكبرى وتستغل مساحات كبيرة للمرعي الصيفي . وهنا توجد فرص واسعة للاستثمار في الزراعة المروية الالية والانتاج الحيواني
منطقة السافنا غزيرة الامطار :-
تمتد بين خطي 4 - 10درجة شمال وتشكل 13.8% من المساحة الكلية وتتفاوت الامطار فيها مابين 800-1500 ملم ، بها مساحات واسعة لغابات اشجار الاخشاب القيمة كالمهوقني ، التيك والدروبا ومساحات رعوية كبيرة واراضي تصلح للتوسع الزراعي .
المناطق البئية المتميزة :-
تشمل جبل مرة ،الاماتونج ،الدونقوتانا وهضبة الالوم التي تصلح لزراعة البن والشاى وغيرها من المحاصيل الاستراتيجية وتشمل ايضا حوض نهر النيل ومنطقة السدود .